مدينة "سيفار" بصحراء الجزائر "برمودا البر" التي حيرت العلماء
نقوش صخرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
نقوش صخرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في صحراء طاسيلي، الجزائر. (شترستوك)
كل ما هنالك هو الصمت والهدوء، في تلك البقعة الصحراوية، يمكنك سماع ذرات الرمال تحت قدميك، تحيطك تشكيلات صخرية غريبة نحتتها البراكين والعوامل الطبيعية، ولا تقل فنا وإبداعا عما تراه في معارض النحت المعاصر، وعلى مدى النظر تلتقي السماء الصافية مع أرض الصحراء القاحلة في نقطة واحدة، لوهلة تشعر أن الأرض تحوي السماء، بينما تقترب السماء لتربت على الأرض، التي كانت يوما ما واحة خضراء مفعمة بجميع أشكال الحياة منذ آلاف السنين.
نحن نتحدث عن مدينة سيفار الواقعة في صحراء الجزائر ضمن منطقة "طاسيلي ناجر" التي تعني بلغة قبائل الطوارق "هضبة الثور"، وهي سلسلة جبلية وسط الصحراء في الجنوب الشرقي للجزائر تحتوي على واحد من أهم النقوش على جدران الكهوف التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ.
تلك النقوش التي أثارت الكثير من الشائعات والأقاويل (2) حول هذه المنطقة، وساهمت صعوبة التجول بين دهاليز جبالها وممراتها الضيقة في تغذية تلك الشائعات والنظريات الغرائبية والخرافات المنسوجة حول طاسيلي. يصدق البعض أن هناك كائنات فضائية عاشت منذ آلاف السنين على أرض طاسيلي، بينما تقول نظريات أخرى إن المدينة كان يسكنها الجن وهم مَن نقشوا تلك النقوش.
طقوس التحنيط في مصر القديمة كانت تُلزم الشخص الذي يعمل في تحنيط الموتى بارتداء قناع لحيوان آوى ليكون المحنِّط رمزا وتجسيدا لأنوبيس، الإله المسؤول عن إرشاد الأرواح في العالم الآخر بعد الموت، وفق الاعتقاد السائد آنذاك.
أخذت تسميات عدة وشاعت عنها روايات وقصص تتراوح بين الحقيقة والخيال، إنها مدينة "سيفار" الواقعة في صحراء الجزائر والتي وصفها علماء آثار أميركيون بـ "برمودا البر"، بينما أشارت وثيقة أحد متاحف بريطانيا إلى أن الناجي الوحيد الذي تجول في كل أزقتها هو آليستر كراولي أشهر ساحر في التاريخ.
وسميت بالمدينة اللغز وأعجوبة العالم الثامنة والغابة الحجرية أو الصخرية، كما أطلق عليها مدينة الجن وتجمع السحرة والشياطين، وتشبه متاهة وسط صحراء "جانت" في محافظة إليزي جنوب شرقي الجزائر، وتضم متحفاً لرسومات ونقوش تعود لأكثر من 15 ألف سنة، وصنفتها منظمة "يونسكو" كأقدم وأكبر مدينة صخرية عبر العالم بمساحة تقدر بـ 89342 كيلو متراً مربعاً.
وتتميز بكثرة الكهوف والرسومات، منها ما حير العلماء مثل مخلوقات بشرية تطير في السماء مرتدية ما يشبه أجهزة الطيران، وأخرى لنساء ورجال يرتدون ثياباً تشبه ما هو موجود في الزمن الحاضر، وكذلك رجال يرتدون معدات رياضة الغطس، وبعضهم يجر أجساماً أسطوانية غامضة، وكذلك سفناً ورواد فضاء.
وتعد "سيفار" أكبر متحف في الهواء الطلق في العالم، كما أنها أكبر مدينة كهفية مدرجة في قائمة التراث العالمي منذ عام 1982
الجيش يحرس المدينة
لكن ما يثير تساؤلات ويطرح استفهامات هو حراسة الجيش الجزائري للمدينة بشكل محكم وصارم ومنع دخول بعض مناطقها، وهو ما لم يستطع أحد تفسيره، بل على العكس كل من اتصلت بهم "اندبندنت عربية" من أجل التصريح بهذا الخصوص تجنب الرد ومنهم من لا يملك المعلومة أصلاً، غير أن مدير وكالة "تيهورجا سفر" بهاء الدين بالتو التي تهتم بالسياحة الصحراوية وهو من أبناء المنطقة، قال إن المدينة اللغز لا تحرسها أية قوات والجيش يحرس الحدود المشتركة بين الجزائر وليبيا.
وأكد بالتو أنه يزور المنطقة باستمرار ولم يصادف شيئاً مما يروج، لذا "فالأمر لا يعدو أن يكون إشاعات"، محذراً من أن الدخول والتجوال في بعض الجهات من "سيفار" يجب أن يكون تحت قيادة مرشد، وأضاف أن "التحرك بدافع الفضول من دون خبير من المنطقة يجعلك تتيه إلى أن تموت، بسبب أنك لا تعرف مراكز المياه والنجاة".
نقوش صخرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
نقوش صخرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في صحراء طاسيلي، الجزائر. (شترستوك)
كل ما هنالك هو الصمت والهدوء، في تلك البقعة الصحراوية، يمكنك سماع ذرات الرمال تحت قدميك، تحيطك تشكيلات صخرية غريبة نحتتها البراكين والعوامل الطبيعية، ولا تقل فنا وإبداعا عما تراه في معارض النحت المعاصر، وعلى مدى النظر تلتقي السماء الصافية مع أرض الصحراء القاحلة في نقطة واحدة، لوهلة تشعر أن الأرض تحوي السماء، بينما تقترب السماء لتربت على الأرض، التي كانت يوما ما واحة خضراء مفعمة بجميع أشكال الحياة منذ آلاف السنين.
نحن نتحدث عن مدينة سيفار الواقعة في صحراء الجزائر ضمن منطقة "طاسيلي ناجر" التي تعني بلغة قبائل الطوارق "هضبة الثور"، وهي سلسلة جبلية وسط الصحراء في الجنوب الشرقي للجزائر تحتوي على واحد من أهم النقوش على جدران الكهوف التي تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ.
تلك النقوش التي أثارت الكثير من الشائعات والأقاويل (2) حول هذه المنطقة، وساهمت صعوبة التجول بين دهاليز جبالها وممراتها الضيقة في تغذية تلك الشائعات والنظريات الغرائبية والخرافات المنسوجة حول طاسيلي. يصدق البعض أن هناك كائنات فضائية عاشت منذ آلاف السنين على أرض طاسيلي، بينما تقول نظريات أخرى إن المدينة كان يسكنها الجن وهم مَن نقشوا تلك النقوش.
طقوس التحنيط في مصر القديمة كانت تُلزم الشخص الذي يعمل في تحنيط الموتى بارتداء قناع لحيوان آوى ليكون المحنِّط رمزا وتجسيدا لأنوبيس، الإله المسؤول عن إرشاد الأرواح في العالم الآخر بعد الموت، وفق الاعتقاد السائد آنذاك.
أخذت تسميات عدة وشاعت عنها روايات وقصص تتراوح بين الحقيقة والخيال، إنها مدينة "سيفار" الواقعة في صحراء الجزائر والتي وصفها علماء آثار أميركيون بـ "برمودا البر"، بينما أشارت وثيقة أحد متاحف بريطانيا إلى أن الناجي الوحيد الذي تجول في كل أزقتها هو آليستر كراولي أشهر ساحر في التاريخ.
وسميت بالمدينة اللغز وأعجوبة العالم الثامنة والغابة الحجرية أو الصخرية، كما أطلق عليها مدينة الجن وتجمع السحرة والشياطين، وتشبه متاهة وسط صحراء "جانت" في محافظة إليزي جنوب شرقي الجزائر، وتضم متحفاً لرسومات ونقوش تعود لأكثر من 15 ألف سنة، وصنفتها منظمة "يونسكو" كأقدم وأكبر مدينة صخرية عبر العالم بمساحة تقدر بـ 89342 كيلو متراً مربعاً.
وتتميز بكثرة الكهوف والرسومات، منها ما حير العلماء مثل مخلوقات بشرية تطير في السماء مرتدية ما يشبه أجهزة الطيران، وأخرى لنساء ورجال يرتدون ثياباً تشبه ما هو موجود في الزمن الحاضر، وكذلك رجال يرتدون معدات رياضة الغطس، وبعضهم يجر أجساماً أسطوانية غامضة، وكذلك سفناً ورواد فضاء.
وتعد "سيفار" أكبر متحف في الهواء الطلق في العالم، كما أنها أكبر مدينة كهفية مدرجة في قائمة التراث العالمي منذ عام 1982
الجيش يحرس المدينة
لكن ما يثير تساؤلات ويطرح استفهامات هو حراسة الجيش الجزائري للمدينة بشكل محكم وصارم ومنع دخول بعض مناطقها، وهو ما لم يستطع أحد تفسيره، بل على العكس كل من اتصلت بهم "اندبندنت عربية" من أجل التصريح بهذا الخصوص تجنب الرد ومنهم من لا يملك المعلومة أصلاً، غير أن مدير وكالة "تيهورجا سفر" بهاء الدين بالتو التي تهتم بالسياحة الصحراوية وهو من أبناء المنطقة، قال إن المدينة اللغز لا تحرسها أية قوات والجيش يحرس الحدود المشتركة بين الجزائر وليبيا.
وأكد بالتو أنه يزور المنطقة باستمرار ولم يصادف شيئاً مما يروج، لذا "فالأمر لا يعدو أن يكون إشاعات"، محذراً من أن الدخول والتجوال في بعض الجهات من "سيفار" يجب أن يكون تحت قيادة مرشد، وأضاف أن "التحرك بدافع الفضول من دون خبير من المنطقة يجعلك تتيه إلى أن تموت، بسبب أنك لا تعرف مراكز المياه والنجاة".
- Catégories
- Films Algériens
- Mots-clés
- مدينة سيفار الجزائرية, سيفار الجزائر, الصحراء الجزائرية
Soyez le premier à commenter cette vidéo.